بفعل تضييق الخناق عليها من طرف منظومة محافظة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، يتواصل سقوط مختلف تيارات اليسار العربي نحو الهاوية، سقوط من الظاهر أنّه مازال سيتواصل. مع التدني المتزايد لقدراته على تقديم بديل ذا مصداقية يقطع مع "المنظومة" و"العالم القديم" وفاعليه الرئيسيين في العالم العربي و هم الإسلام السياسي و أصحاب الحنين للتسلّط على اختلاف تجلياته إضافة للشعوبيين بأنواعهم الذين يقدمون أنفسهم بطريقة مخادعة على أنهم حاملون لمشروع معاد للمنظومة، يجد اليساريون العرب أنفسهم في طريق مسدود قاتل متعدد الأوجه. في هذا الإطار، يعتبر الخروج من مازق مثلث الموت هذا أمرا حياتيا لليسار العربي لارتباطه بوجودهم كفاعلين اجتماعيين وسياسيين مؤثرين ومهمين في مجتمعاتهم.